مند اللحظة الأولى من ولادة الطفل والأم تسعى لإرضاء حاجيات طفلها وهي مهمة رئيسة وأساسية، حيث يبدأ التواصل بينها وبين طفلها التي تمنحه فرصة تعلم طريقة الإرضاع، النوم، واللعب، ومع النمو، تصبح مهارات الاتصال لدى الطفل أكثر تعقيدًا، فيفهم ويتعلم كيفية استخدام اللغة للتعبير عن أفكاره ومشاعره، والتواصل مع الآخرين.

تعريف التواصل مع الأطفال

تتضمن مهارات التواصل عند الأطفال مجموعة من المهارات يمكن لها أن تكون لفضية مثل الكلام او غير لفضية كاستعمال لغة الجسد وكلها تعمل على انشاء تواصل فعال بين الطفل واهله وكذا محيطه.

يعتبر التواصل مع الطفل في هذا العصر من أكبر المشكلات التي تعترض الأهل والمربيات داخل المدارس، فالطفل في هذه المرحلة يدور في ذهنه الكثير من الأسئلة فيطرحا اما بشكل تلقائي، عفوي، أو اعتباطي أحيانًا حتى في الصياغة، والمفردات، والحركات، بحيث لا تبقى هناك فسحة للتفكير في أسلوب الحوار الذي يفترض التعامل به مع الطفل.

الآباء وأفراد الأسرة، هم أهم نماذج التواصل لدى الأطفال، فقط تفاعلهم اليومي مع أطفالهم بإمكانها مساعدتهم على بناء أدمغتهم ودعم تطوير اتصالاتهم مع محيطهم، في حين أن على الأهل في تواصلهم مع والطفل أن هناك أمورا وقضايا تتطلب الحزم فيتم الأمر والنهي عن تصرفات ومواقف خطيرة تهدد أمن وسلامة الطفل الذي لا يستطيع تقدير حجم المخاطر بعد، وكي يكون هذا التواصل مثمرا وإيجابيا، علينا امتلاك رغبة قوية في تربية سليمة عمادها الحب وسعة الصدر، لخلق كائن متوازن وإيجابي فعال.

دور التواصل مع الطفل

تلعب مهارات التواصل الفعال مع الطفل دورا مهما في تطور العلاقة بين الطفل وأهله ومحيطه الاجتماعي في مراحل الطفولة المبكرة، كما يعتبر التواصل الفعال مع الأطفال أفضل الطرق لمنحهم الأدوات اللازمة للتكيف الاجتماعي والنمو النفسي السليم، لذلك على الأهل والمربين التعرف إلى أنواع مهارات التواصل مع الأطفال وأهم طرق التواصل مع الطفل حتى تجاوزه مرحلة البلوغ، وهذا ما نحاول أن نقدمه في الفقرات التالية.

مهارات التواصل الفعال مع الطفل

مهارات التواصل لها تأثير كبير على تنمية شخصية الطفل، نذكر منها:

  •  تعلم الطفل اللغة على نحو واضح: يعتبر تعليم الطفل اللغة من بين الضروريات القائمة على التواصل مع الأهل والعالم الخارجي، وهي مسؤولية الوالدين من الدرجة الأولى ثم يأتي دور المدرسة والمحيط، ولكون الوالدين هما من يعرفان الطفل حق المعرفة فإن محادثتهما للطفل وردهما عليه سيكون على المستوى الصحيح، فلغة الطفل وتواصله يتقدمان عند محادثته مباشرة.
  • التعاطف مع الطفل: آلية آليات التواصل مع الطفل، فهو يحتاج لمن يتعاطف مع مشاعره، وهنا على الأهل محاولة الوصول إليه وفهم مشاعره، ومعرفة ما يريده منهم في تلك اللحظة، والتعامل معه وفقا لهذه المشاعر، من خلال تحديدها له بطريقة تساعده على تفهم حالته وحقيقة مشاعر،  لأن الذكاء العاطفي وامتلاك مهارات التواصل وتطوير المهارات التفاعلية يعتبر أمر مهم جدا.
  •  التشجيع والثناء : ويعتبران من بين الأساليب التي تشجع وتحفز الطفل على الاستمرار بسلوكياته السليمة والإيجابية، وهي قيمة تواصلية يحاول من خلالها الأهل ابعاد طفلهما قدر الإمكان عن التصرفات السلبية والمؤذية له.
  •  المرونة والتفاوض مع الطفل : من خلالها يسعى الاهل الى تلبية طلبات ابنهما دون تفريط أو افراط لأن هذا الأسلوب يمنح الطفل مساحة أكبر من الحرية في التصرف، فالمرونة في الكلام والتفاوض معه كلها أدوات تكسب الطفل الثقة بالنفس وتعلمه ماهية المسؤولية، وتقديرها، والالتزام بها.
  •  الحزم والجزم في بعض الأمور: لا بد للطفل أن يعلم أيضا أن كل متطلباته ليست بالضرورة لها أن تنفد ولابد أن يعلم الطفل أن هناك أمورا يتم فيها الأمر والنهي عن تصرفات ومواقف خطيرة يمكن ان تهدد سلامته إن التعامل مع الطفل وفق هذه الأساليب ضروري لأن ذلك من شأنه أن يخلق انسانا متوازنا واثقا من ذاته ومن الآخرين في المجتمع والحياة.

بعض النصائح للتواصل مع الطفل

يمكن أن تساعد هذه النصائح المفيدة الطفل على تطوير مهاراته التواصلية :

  1.  تشجيع الطفل على التحدث حتى يتمكن من مشاركة مشاعره وأفكاره مع لأبويه ومحيطه.
  2.  استمع لطفلك جيدا وافهمه واستجب له بطريقة لطيفة حتى يصل الى مراده.
  3.   تجنب مقاطعة حديث طفلك عندما يتواصل معك وبالتالي كن مستمعا صبورا.
  4.  ركز على لغة الجسد ونبرته، يمكن للأطفال أن يكونوا متكتمين بشأن قضاياهم، وخاصة تلك التي تحرجهم.
  5.  قدم لهم الدعم المعنوي وتأكد من دعمك لهم. حاول المشاركة معهم في المشكلة ومساعدتهم على حلها.
  6.  يمكن أن يساعدهم التفاعل مع الأطفال الآخرين كاللعب معهم أو القيام بأنشطة خارج المنزل في التغلب على قضايا التواصل الاجتماعي.

الطفل دائما في حاجة ماسة الى من يتواصل معه ويتقبله ويقدره، فالتواصل الإيجابي المنفتح والفعال مهم جدا لنفسيته، حيث يساعده على بناء الثقة وتقدير الذات، ويبدأ هذا التفاعل  الجيد من البيت لأنه الملاذ الأول له في التواصل كما يحسن التواصل الجيد العلاقة بين الأطفال ودويهم.