مرض السرطان هو أحد الأمراض التي تشمل خلل في خلايا الجسم الطبيعية من أي نوع تؤدي إلى تحور هذه الخلايا وتحولها إلى خلايا سرطانية، بصفات وخصائص جديدة مختلفة كلياً عن الخلايا الطبيعية من حيث الوظيفة الفسيولوجية، والتركيب والقدرات أو الميزات التي تكتسبها الخلايا.

تتميز خلايا السرطان بقدرتها على الانقسام والنمو السريع دون أي تحكم وسيطرة من الجسم نفسه، كما لها القدرة على الانتشار في أنسجة الجسم الأخرى وإحداث المرض فيها، لتصبح تالفة وغير صالحة لأداء وظائفها، وهنا غالباً يتم تشخيص المرض ويكون في مراحله المتأخرة، ولذلك فإن هناك عدة طرق لعلاج السرطان. في هذا المقال سنتحدث أكثر عن مرض السرطان والأسباب التي تؤدي إليه، وكيفية علاج السرطان.

ما هو السرطان

السرطان هو مرض قد يصيب الأشخاص في مختلف مراحل حياتهم، وكذلك يصيب كافة الفئات العمرية من الأطفال والشباب والبالغين. هو مرض متعدد الأسباب والعوامل ولا زال السبب الرئيسي لحدوث مرض السرطان مجهول، لكن هناك عدة عوامل وأسباب تشترك في زيادة فرص الاصابة بهذا المرض، مثل التقدم في العمر حيث يعتبر التقدم في السن مؤشر على التعرض لتلف وضعف في الجسم وأنسجته، أو بعض العوامل البيئية مثل التعرض إلى الإشعاعات والمواد الكيماوية و مخلفات المناطق الصناعية الضارة والسامة، والتي تؤثر على الجسم بشكل عام وعلى الأعضاء والخلايا لتتحول إلى خلايا سرطانية بفعل هذه المواد المسرطنة. وهناك بعض العادات السلوكية السلبية والخاطئة والتي لها دور في المساهمة في إحداث السرطان مثل التدخين وشرب الكحوليات، بالإضافة إلى الإصابة المسبقة بأحد أنواع الأمراض التي تزيد من فرص حدوث السرطان، مثل الاصابة بعدوى الأمراض الفيروسية، وغيرها من الأمراض الأخرى.

يُذكر أن هذه الأسباب تعمل بشكل مباشر على التسبب بخلل وراثي وجيني في المادة الوراثية والتي تعرف بالحمض النووي للشخص، فيؤدي إلى حدوث الطفرات الوراثية.

أعراض الإصابة بالسرطان

غالباً ما تكون أعراض الإصابة بالسرطان مختلفة وكذلك قد تتشابه مع أعراض أخرى، نظراً لاختلاف طبيعية العضو المصاب أو النسيج نفسه، ولذلك لا بد من تشخيص الإصابة بالمرض من خلال إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بعد مراجعة الأطباء المختصين، ويمكن تصنيف الأعراض التي تظهر على المصابين بالسرطان إلى ثلاثة أنواع:

  • أعراض موضعية وتتمثل في ظهور كتلة صلبة أو ورم نسيجي في عضو محدد، بالإضافة إلى ما يصاحب هذه الكتل والتورمات من تقيح أو صديد أو حتى نزيف واحمرار جلدي، أو تغير يطرأ على ملمس الجلد ولونه.
  • أعراض تدل على انتشار السرطان وتظهر عند انتقال التحور السرطاني من العضو أو النسيج الذي نشأ فيه بدايةً إلى أنسجة وأعضاء الجسم الأخرى، وبالطبع عند حدوث هذا الانتشار ستحدث تغيرات على الجسم وتظهر أعراض مثل تضخم في الكبد، أو آلام في العظام وفي أنحاء الجسم المختلفة، وازدياد في عدد الغدد الليمفاوية.
  • أعراض عامة تظهر على الجسد بشكل عام نتيجة لحدوث تغير ومرض أصاب الجسم، مثل الانخفاض في الوزن، أو الاحساس بحالة من التعب والإرهاق والإعياء العام، وكذلك تعرق ليلي وارتفاع في درجات الحرارة وفقدان للشهية.

طرق تشخيص الإصابة بالسرطان

تعتبر الأعراض والعلامات الصحية التي تظهر على الشخص نتيجة الإصابة بالسرطان ليست دليل ومؤشر كافي على تأكيد الاصابة به، ولا يمكن التأكد إلا عند إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، والتي تؤكد طبيعة الحالة الصحية بشكل دقيق. ومن أمثلة هذه الفحوصات: فحوصات الدم التي تبين عدد ونوع الخلايا التي تُظهر إن كان هناك أي خلل صحي، بالإضافة إلى أخذ عينة من النسيج الورمي وإجراء فحص المسحة لهذه العينة، وتؤخذ هذه العينات إما عن طريق إجراء جراحة طبية واسعة أو جراحة صغرى لأخذ خزعة وذلك بهدف الكشف عن أي خلايا وتجمعات غير طبيعية. ويمكن إجراء فحص مختص بالعضو نفسه الذي يشكو منه الشخص، وهناك فحوصات تقوم بالكشف عن مواد معينة تسمى كواشف سرطانية تقوم بإفراز الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية نفسها كمؤشر على وجود السرطان، وتلعب هذه المواد دور في تحديد نوع وطبيعة السرطان.

كيفية علاج السرطان

اكتشاف المرض وتشخيص الإصابة به في وقت مبكر يساعد على العلاج منه بشكل أسرع وأفضل، ويتم هذا عن طريق إجراء جراحة طبية لاستئصال الورم من النسيج ومنع المرض من الإضرار بالخلايا السليمة بالجسم، ومحاولة الحفاظ على الجسم والنجاة به بأقل ضرر ممكن. ولكن نظراً لطبيعة الخلايا السرطانية وقدرتها الفائقة على الانقسام والنمو بشكل مستمر وغير طبيعي أو متحكم به، فعادةً يتم اكتشاف المرض في مراحله المتأخرة بعد أن تنتشر الخلايا السرطانية في معظم أعضاء وأنحاء الجسم، فلا يمكن للجراحة الطبية أن تساهم في استئصال الأورام المتعددة والمنتشرة في الجسم، ولذلك يلجأ معظم الأطباء إلى تقنيات وطرق أخرى لعلاج السرطان، تهدف إلى الحد من زيادة انتشاره في أنسجة الجسم، أو لتخفيف حدة الأعراض التي يشعر بها المريض.

طرق علاج السرطان

هناك عدة طرق يستخدمها الأطباء لعلاج السرطان عند تأكيد الاصابة به وتشخيصه، وعمل الاجراءات اللازمة لمعرفة مدى درجة ومستوى انتشار المرض، وذلك لتقييم طرق العلاج المناسبة وتحديد طبيعة التدخل الطبي. ويتم تحديد طريقة العلاج المناسبة حسب الحالة الصحية للمريض أو وفقاً لدرجة الإصابة ومدى انتشار المرض، وفي بعض الحالات قد يتم استخدام أكثر من طريقة واحدة لعلاج السرطان ومن أهم طرق علاج السرطان:

  1.  الجراحة الطبية لاستئصال الأورام السرطانية.
  2. العلاج الكيماوي للقضاء على الخلايا السرطانية.
  3. استخدام العلاج الإشعاعي في علاج السرطان.
  4. الأدوية الهرمونية التي تساهم في الحد من انتشار السرطان.
  5. العقاقير الطبية التي تعمل على تقوية جهاز المناعة، وزيادة قدرته على مقاومة السرطان ومنع تطوره أو انتشاره.
  6. أنواع محددة من المضادات الحيوية التي تفيد في علاج السرطان.

العلاج الكيماوي للسرطان

وتعتمد طريقة علاج السرطان بالمواد الكيماوية على استخدام مواد ومحاليل كيماوية تقوم بالتأثير بشكل مباشر على الخلايا المنتشرة في الجسم، والتي تتميز بطبيعة الانقسام المستمر الذي لا يخضع لأي سيطرة وتحكم من الجسم نفسه. وتقوم هذه المواد الكيماوية بالقضاء على هذه الخلايا الغير طبيعية والسرطانية، إلى جانب قدرتها على القضاء على خلايا الجسم السليمة مثل: خلايا الدم، وخلايا الجهاز الهضمي والتناسلي بالإضافة إلى خلايا الجلد، هناك تأثيرات وأعراض جانبية لهذا النوع من العلاج بفعل تأثيره على أنواع من الخلايا السليمة بالجسم، ومن أهم الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي:

  • شعور المريض بالحاجة إلى التقيؤ أو الغثيان وهذه من أبرز التأثيرات الجانبية التي يعاني منها المرضى. ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تناول أدوية تساعد على تقليل الشعور بالقيء، أو شرب السوائل الساخنة مثل الزنجبيل لمنع الغثيان.
  • تساقط الشعر، ويعاني منها أغلب الأشخاص الذين يعالجون بالكيماوي. وغالباً يعود الشعر للنمو مجدداً بعد الانتهاء من فترة العلاج، ويُنصح بتناول فيتامين E قبل البدء بالعلاج الكيماوي، لتقليل فرص تساقط الشعر.
  • اضطرابات هضمية مثل الإسهال أو الإمساك، ويمكن حل مشكلة الإمساك عن طريق تناول المواد الغنية بالألياف أو الإكثار من شرب الماء، ويمكن التخلص من الإسهال بتقليل تناول الأطعمة الدهنية.

العلاج الإشعاعي للسرطان

ويقوم بالتركيز على القضاء على الحمض النووي الخاص بالخلايا السرطانية، بالتالي القضاء عليها أما تأثيره على الخلايا الطبيعية في الجسم فهو محدود جداً، ولذلك يمكن استخدامه بشكل مباشر للقضاء على الأورام السرطانية في حالة معاناة الشخص من حساسية تجاه المواد الكيماوية.